في الحادي والثلاثين من كانون الثاني 2015 عقدت مجموعة من التنظيمات والتجمعات والفعاليات المدنية ( فكرية، إغاثية، إنتاجية، خدمية) المؤتمر الأول للمرأة في الغوطة الشرقية بدعوة ورعاية من المجلس المحلي لمدينة دوما التي لم تمسح عن جبينها بعد آثار آخر المجازر التي تعرضت لها على يد النظام الذي أراد لها مصير "دوما تباد"، لتنهض كعنقاء من رماد العدم، رافضة الموت والإبادة، عبر العمل، وهو ما تجلى في السعي للبحث في سبل تطوير عمل الفعاليات النسوية "على نحو فردي من جهة، وتطوير آليات لتفعيل دور المرأة في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ البلاد"، وكأن العدم لم يمر من هنا، فالعمل وحده يفتح مسار الأمل.
الفعاليات المشاركة تفاجأت بعددها، الأمر الذي يعكس مدى أهمية هذا المؤتمر في تعرف المجموعات على بعضها البعض، والتي كان كل منها يعمل بمعزل عن الآخر، حيث شارك كل من مكتب المرأة التابع للمجلس المحلي في مدينة دوما، ومركز شام الحقوقي، ومؤسسة مكتبة بيت الحكمة، وجمعية زاد المسير، وفعاليات إغاثية، ضمت: حرائر الشام، وجمعية شام الخير، والجمعية الخيرية لإغاثة المحتاجين في دوما، وفعاليات إنتاجية، منها: جمعية الأمل المشرق، ومؤسسة نماء، وسواعدنا السورية، وفعاليات خدمية، منها: دار الإيواء النسائي، ومركز دار الرحمة لأورام السرطان، و شبكة حراس.
قدمت كل الفعاليات خلال المؤتمر شرحا عن طبيعة عملها والنشاطات التي تقوم بها، الأمر الذي سمح للجميع معرفة التقاطعات بين عمل المجموعات ونشاطاتها، حيث تصف "ميمونة" التي مثلت شبكة حراس المؤتمر لحكاية ما انحكت بالقول أنه شكل "مفاجأة لي على الصعيد الشخصي وللعديدات. فضلا عن حسن التنظيم والالتزام بالتوقيت والحضور والذي مثل تحديا أمام المنظمات والنساء المشاركات على حد سواء. ما جعل الحدث ناجحا بعدة مقاييس، ومصدرا للتفاؤل والأمل بمستقبل جديد يكون فيه لنساء الغوطة وسوريا دور حاسم".
ولكي لا يكون المؤتمر مجرد حدث عابر، تم الاتفاق على عدد من البنود، وهي:
- إقامة لقاء دوري يجمع الفعاليات المختلفة، لتتشارك الأفكار والخدمات، وتطلع على آخر المستجدات لدى كل منها.
- تعزيز روابط التواصل بين الفعاليات من خلال صفحات التواصل الاجتماعي.
- دعوة من مؤسسة الأمل المشرق للجميع للتعاون بالعمل.
- دعوة من شبكة حراس لحضور تدريبات الشبكة وتلقي خدماتها المختلفة.
- ضمان حقوق المرأة من خلال العمل على إيجاد صيغة قانونية بين مركز الشام الحقوقي ومركز نساء الغوطة ودار الإيواء النسائي.
- دعوة من قسم الإرشاد الدعوي في تجمع حرائر الشام لحضور دورة عن التربية.
هذا الأمر أطلق آليات تعاون وتشبيك بين الفعاليات والمنظمات المختلفة بعد المؤتمر، حيث أدى النقاش إلى الخروج باقتراح هام يقول بضرورة "تمثيل المرأة في الهيئات المدنية كافة، وعلى رأسها الهيئة العامة للغوطة الشرقية. وتم التقدم بهذا الاقتراح لأعضاء الهيئة ويجري العمل على تنفيذه"، الأمر الذي يعكس وعي النساء لأهمية المشاركة في صنع القرار في ظرف صعب وحساس، ساعيات لوضع مطالبهن على الطاولة: هنا والآن، والعمل على تحقيقها، مدركات أن الحرية لا تتجزأ، فكما هي حرية بمواجهة المستبد، فهي حرية بمواجهة كل السلطات التي تحاول وراثة مكانه، ساعيات – يدا بيد مع الرجل- لبناء مستقبل لجميع السوريين.
هذا المستقبل الذي لن يكون إن لم تكن المرأة شريك أساسي وحيوي فيه، فتحية للنساء اللواتي تسبق أعمالهن أقوالهن.
وتحية لمن جعلوا من محاولة النظام "دوما تباد"، تتحول إلى دوما ومعها الغوطة تعيش وتعمل وتقاوم وتثمر وتتحدى.
تحية لنساء فاعلات وثائرات وناجحات، في ظروف أقل ما يقال فيها أنها معادية للنجاح.